اتعدم فيها كل الرجال والنساء والأطفال.. تعرف علي قرية ليديس
كتبت/ مي السايح
شهد التاريخ الكثير من المذابح والمجازر التي تتبرأ منها الإنسانية، ورغم المقاومة أبيدت قرية كاملة، وأُعدم رجالها وشُردت نِسائها، وقُتل جميع أطفالها، قرية ليديس في تشيكسلوفايكا، مَرت بكل هذه البشاعة، وذلك تحت مسمي البقاء للأصلح.
عانت قرية “ليديس”، من انتقام هجومي، اتهمها النازيون بالتستر علي المقاومة الذين اغتالو الزعيم “هيدريش”، حيث أمر الفوهرر الألماني ببرلين بإعدام كافة رجال القرية، ونقل كل نساء القرية إلي معسكرات الإعتقال، وتجميع الأطفال المتواجدون بالقرية؛ وتجنيد من يصلح منهم، لعائلات ترغب بالتبني، وإعدام من لم يتم تبنيه أو ضمه إلي أي أسرة جديدة.
نُقلت كل نساء القرية، من سيدات وفتيات إلى معسكرات الإعتقال، وتم حصر جميع الأطفال الموجودون بالقرية، وكان عددهم 100 طفل، حملوا على شاحنة كبيرة تم إرسالهم إلى معسكر منطقة لوفيسيس.
يعتبر هذا المعسكر مصنع قديم، تم تحويله إلى معسكر لإحتجاز الأطفال داخله، وتم جمعهم في غرفة واحدة بداخل هذا المصنع، امتنع الجنود عن تقديم الطعام، والشراب ، والملابس، وثم تم إختيار سبعة أطفال بشكل عشوائي من أجل انضمامهم لعائلات وأسر بديلة لتبنيهم، وتم إرسالهم.
بسبب الإهمال وعدم الرعاية بالإطفال، والجوع والعطش، توفي عدد كبير منهم ومن تبقي منهم تم نقله بإستخدام شاحنة كبيرة إلى معسكر الإعدام، كان يبعد 70 ك/م عن موقع المعسكر القديم.
تم تجميع ماتبقي من الأطفال في اليوم الثالث عشر من شهر يونيو، وإعدامهم بإستخدام الغاز لعدم الحاجة إليهم، ثم التخلص من الجثث.
بعد سنوات عديدة، ظهرت فنانة تشكيلية تدعي “ماري أوشيلفيا”، لتقوم بتخليد ذكري الأطفال الذين أُعدموا، وهي نحاتة تشيكية وأستاذة للنحت الأكاديمي من مواليد 1924، وذلك من خلال إنشاء نصب تذكاري برونزي لجميع الأطفال.
استغرق الأمر منها عشرين عاماً لإنشاء اثنين وثمانين من التماثيل للأطفال، ولكنها توفيت بشكل غير متوقع بدون أن تكمله.
بعد وفاة النحاتة ماري، واصل زوجها “جي في هامبل” العمل بمفرده في عام 1995، تم الإنتهاء من جميع التماثيل ووضعها علي الوادي، تم عمل مايقارب من 42 فتاة، 40 صبياً والذين قتلوا في مجزرة قرية ليديس.