في ذكرى رحيلها.. محطات في حياة الشحرورة

كتبت/ نورا عادل

رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 26 نوفمبر، أحد أهم الأصوات الغنائية بتاريخ الوطن العربي، وهي الشحرورة صباح التي رحلت بعد رحلة ومسيرة طويلة أبدعت فيها بصوتها في الغناء، كما لم يقل إبداعها في السينما بأفلام شاركت فيها البطولة مع أكبر النجوم.

لقبت صباح بالشحرورة الذي لا يعلم الكثيرون من محبيها سر هذا الإسم واللقب الذي طالما لقبت به، ونكشفه بالسطور التالية.

لقب الشحرورة الذي أطلق على صباح

نبدأ من أصل كلمة الشحرورة ومعناها، فالشحرورة هى أشهر أنثى الطيور اللبنانية التي تتميز بجمال صوتها، كما أن هذا الطائر لا يعيش في لبنان فحسب وإنما يعيش بشكل أكبر في أوروبا وآسيا، والمغرب العربي، وفي أوروبا لا يطلقون عليه الشحرورة وإنما يسمى الطائر الأسود لأن لون ريشه بالكامل أسود، فيما عدا منقاره الأصفر.

علاقة المغنية اللبنانية صباح بكلمة الشحرورة لم تتمثل في هذا فقط، وإنما أيضاً لأنها من مواليد “وادي شحرور” اسم إحدى القرى اللبنانية في محافظة جبل لبنان، وهو ما أسهم أيضًا في تلقيبها بـ”الشحرورة” نسبة إلى مقر ولادتها.

لم نذكر من أطلق عليها هذا اللقب، فأول من ناداها به هي المنتجة آسيا داغر التى فكرت في منحها لقب الشحرورة، لكنها فضلت إجراء استفتاء حول ذلك ليتم في نهايته اختيار صفة الشحرورة لترافقها دائماً.

أوصت صباح قبل وفاتها بألا يحزن عليها أحد، وشيعت جنازتها عام 2014 في مظاهر من البهجة والفرح، وعلى أنغام الموسيقى، حيث حرصت أسرتها ومحبيها على تطبيق وصيتها وزف جسمانها بالرقصات الشعبية وعلى أغانيها الشهيرة.

أداء الفنانة صباح مع رشدي أباظة وفريد الأطرش

قدمت الفنانة الراحلة صباح أداء ثنائي رائع بين رشدي أباظة، فريد الأطرش، كمال الشناوي وغيرهم تاركة ورائها بصمة فنية ورصيد كبير من الأعمال الفنية والغنائية.

كان أول لقاء جمعها بالفنان فريد الأطرش في لبنان، وكانت وقتئذ طالبة في المدرسة وطلبت منه أن يسمع صوتها، وكانت الصدمة التى كشفت عنها معقبة “سمع صوتي وانا ساعتها اترعشت وخوفت وكان صوتي نيلة وقالي متنفعيش دلوقتي وخليكي في دروسك “. 

لم تتحمل صباح صدمة ما سمعته من الفنان فريد الأطرش لتذهب مسرعة إلى منزلهتا، وتجهش بالبكاء كثيرا ولكنها لم تيأس وحاولت بعد ذلك واشتركت في مسرحية غنائية في المدرسة من انتاج آسيا داغر.

وطلبت منها الذهاب إلى مصر والتى تعد هوليود الشرق وحلم كل مطرب عربي للغناء، وبعد ذلك نجحت صباح في تحقيق حلمها وطرح فيلم غنائي، ثم عرض عليها الفنان فريد الأطرش أن تشاركه فيلم بلبل أفندي، والذى حقق نجاح جماهيرى كبير وقتئذ.