طاولة أصحاب الضحكات العالية طارت في الهواء ومعها 3 جثث داخل مطعم أكتوبر الشهير

كتب/ محمد البراوي
مذبحة أكتوبر ذاع صيتها وأصبحت حديث الساعة عبر منصات التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام المختلفة لتتكشف الحقائق تباعاً تارة في محضر الشرطة وتارة أخرى بين أروقة النيابة العامة وثالثة على لسان شهود عيان ستظل عالقة في أذهانهم.
مؤشرات ضبط الوقت كانت تقترب من السادسة مساء أول أمس الأربعاء، اكتظ مطعم مشويات شهير برواده في مدينة 6 أكتوبر.
جلسوا كل منهم على طاولته المفضلة لتناول وجبة العشاء لكن سيدة ساقها القدر للجلوس على واحدة غير التي اعتادت لتكون على موعد مع مذبحةأكتوبر.
3 رجال يعلو الشيب رؤوسهم مع شاب ثلاثيني هم أبطال مذبحة أكتوبر. تناولوا العشاء وتعالت ضحكاتهم. من اليمين إلى اليسار، يجلس عاطل بجوار أخيه في العقد الخامس من العمر”صاحب مدبغة جلد” وصديقهما محاسب وابن الثاني يتبادلون الحديث حول معاملات تجارية.على الموسيقى الهادئه التي تصدر من مكبرات صوت المطعم محل الواقعة.
بدت الأجواء مألوفة داخل مطعم أكتوبر الشهير، الكل في حالة مزاجية رائعة مع ثالث أيام العام الجديد لكنها كانت اللحظات التي سبقت العاصفة تطاير الرصاص يميناً وشمالاً وبحر من الدماء سطرت أحداث مذبحة أكتوبر .
بينما انهمكت سيدة في كتابتها ممسكة بقلمها تنامى إلى مسامعها صوت يشبه دوي إنفجار لكنها لم تكترث وأكملت ما بدأته ظناً أنها محض ألعاب نارية أو دُعابة “مقلب”.
ثوان معدودة تكرر معها الصوت، ارتفع النسق وازدادت سرعة ضربات القلب لتتوقف عقارب الساعة معلنة وقوع مذبحة أكتوبر وحلقة جديدة من مسلسل “قابيل وهابيل”.طاولة أصحاب الضحكات العالية طارت في الهواء بما تحمله ومعها جثة صاحب المدبغة تسيل منه الدماء.
أيقن حينها رواد المطعم أنهم شهود عيان لجريمة قتل بشعة نفذها عاطل في حق أخيه وابنه وصديقه.
هلع أصاب الجميع، هرب الزبائن ومعهم العمال الذين ظنوا في البداية إنفجار أسطوانة بوتاجاز فالرصاص يحاصر الخطوات، وأطبق قبضته على المشهد مسجلاً قتيل تلو آخر.
صراخ من ابن القتيل الأول “إسعاف يا ناس أبويا بيموت” رغم إصابته بطلقة في ذراعه حاول الابن إنقاذ أبيه أول ضحايا مذبحة أكتوبر لكن دون جدوى. فارق الأخ وصديقه المحاسب الحياة متأثرين بطلقات رصاص اخترقت جسدهم.
بكاء ونحيب سيطر على مشهد عبثي، لا يفهم أحد شيئاً ، الكل يبحث عن إجابات لما حدث للتو، لكن طلقة أخيرة مصدرها المطعم أعلنت المشهد الأخير من مذبحة أكتوبر، أنهى منفذها حياته بالرصاص ليلحق بأخيه وصديقهما.
وما هي إلا دقائق معدودة تحول معها محيط المطعم إلى ثكنة عسكرية، توافدت قيادات أمن الجيزة يتقدمهم اللواء “هاني شعراوي” مدير المباحث الجنائية و العميد “محمد أمين” رئيس فرع البحث الجنائى والرائد “محمد فودة” وكيل فرقة أكتوبر في محاولة للسيطرة على الموقف وتهدئة روع الخائفين.
قوات الشرطة بقيادة المقدم “محمد مجدي” رئيس مباحث قسم أول أكتوبر و معاونه الرائد “أحمد فايز” فرضت حراسة مشددة على الابن المصاب والناجي الوحيد من هذه المذبحة تمهيداً لسماع أقواله في حضور النيابة العامة للوقوف على ملابسات الواقعة كاملة