“رمز للبطولة والإنسانية”.. ذكرى رحيل القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي

تقرير/ حسين البس
يصادف اليوم 4 مارس عام 1193، ذكرى رحيل القائد المسلم العظيم، صلاح الدين الأيوبي، الذي ترك لنا أثراً خالداً من البطولة والإنسانية، وهو من أهم الشخصيات الإسلامية على مر التاريخ، ورمزًا للبطولة والإنسانية، واسمًا لا يُنسى في ذاكرة الأجيال.
مولد صلاح الدين
ولد صلاح الدين، عام 1138 ميلادي، في مدينة تكريت بالعراق، ونشأ في دمشق، حيثُ انتقل والده مع عائلته بعد فترة قصيرة من ولادته، والاسم الكامل له، هو “الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي”، وشقيقه هو الملك المعروف” سيف الدين أبو بكر أحمد بن أبي الشكر أيوب بن شاذي بن مروان” وأبوهما نجم الدين أيوب.

مميزات صلاح الدين
تميز صلاح الدين، بحبه للإسلام، واهتمامه بالعلوم الشرعية، حيث كان مهتمًا بعلوم الرياضات والهندسة الإقليدية، ويُعرف بكرمه وجوده، ويُعامل أعدائه باحترام حتى بعد هزيمتهم.
بطولاته
برز صلاح الدين الأيوبي، كقائد عظيم في خضم صراعات ضارية بين المسلمين والصليبيين، في القرن الثاني عشر، ففي الوقت الذي سيطر فيه الأتابكة على الساحل السوري وشمال العراق، وفرض الصليبيون سيطرتهم على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، بزغ نجم صلاح الدين ليُصبح رمزًا للبطولة والنصر.
حيث بدأ تألقه، في انتصاره الحاسم في معركة ضد الصليبيين على صحراء الجيزة، وتعرض لعدة محاولات اغتيال بدافع الحقد والمطامع الشخصية، لكنه نجا منها ليُعزز نفوذه في مصر ويفتح دمشق، وواصل حروبه الناجحة، ضد الصليبيين في بلاد الشرق، وتمكن من صد العديد من الحملات التي استهدفت هذه المدن.
أبرز إنجازاته
تعد معركة حطين، من أبرز انجازاته، الفاصلة التي حقق فيها المسلمون انتصارًا عظيمًا بقيادته، ولم يقتصر إرث صلاح الدين على ذلك، بل إنه حرر القدس من أيدي الصليبيين، واستعاد ساحل بلاد الشام، وبذلك، سطر الأيوبي اسمه بأحرفٍ من ذهب في سجل التاريخ الإسلامي، ليُصبح رمزًا للبطولة والشجاعة والعدل.

زوجات صلاح الدين
تزوج صلاح الدين الأيوبي، من أربع نساء، أشهرهن السيدة عصمة الدين خاتون، التي عرفت بشجاعتها وتحملها للمسؤولية، وشعورها بِمسؤولية حمل هموم هذه الأمة.
آخر ما وصى به الزعيم
ترك صلاح الدين، وصيةً لولده قال فيها: أوصيك بتقوى الله تعالى فإنها رأس كل خير ، وآمرك بما أمر الله به فإنه سبب نجاتك ، وأحذرك من الدماء والدخول فيها والتقلد بها فإن الدم لا ينام ، وأوصيك بحفظ قلوب الرعية والنظر في أحوالهم”.
وأضاف الأيوبي، فأنت أميني وأمين الله عليهم ، وأوصيك بحفظ قلوب الأمراء وأرباب الدولة والأكابرخ . فما بلغت ما بلغت إلا بمداراة الناس ، ولا تحقد على أحد ، فإن الموت لا يبقى على أحد ، وأحذر ما بينك وبين الناس فإنه لا يغفر إلا برضاهم وما بينك وبين الله يغفره الله بتوبتك إليه فإنه كريم.
وفاة صلاح الدين
في 4 مارس 1193، رحل عن عالمنا القائد المسلم الشهير صلاح الدين الأيوبي عن عمر يناهز 56 عامًا، وقد وافته المنية بعد صراعٍ مع مرض الحمى الصفراوية، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من البطولة والشجاعة والعدل، ودُفن في دمشق، المدينة التي أحبها وعاش فيها، وسط حزن عميق من قبل عامة الناس والمسلمين.
جدير بالذكر أن، كان صلاح الدين، رمزًا للدفاع عن الحضارة الإسلامية، ونجح في صدّ أعدائها، وتوسيع انتشار الإسلام بين الأمم، كما تميز بذكائه وفطنته في التعامل مع الحروب، وامتاز بِقلب رحيم حتى مع أعدائه.
خلّد التاريخ، ذكرى صلاح الدين الأيوبي في صفحاته، تكريمًا لإنجازاته الخالدة وخصاله النبيلة، حيث أنه، لم يقتصر إرثه على بطولاته في ساحات المعارك، بل امتد إلى عالم الفن، حيث جسّد شخصيته العديد من الفنانين على خشبة المسرح وشاشة السينما.

في السينما:
ظهر صلاح الدين الأيوبي، في فيلمٍ سينمائيٍّ واحدٍ حمل اسمه، وقام ببطولته الفنان أحمد مظهر، وألقى الفيلم الضوء على بطولات صلاح الدين، في الدفاع عن أرضه ضد الغزاة.
على المسرح:
تم تقديم شخصية صلاح الدين الأيوبي في حوالي 18 عملًا مسرحيًا، ومن أبرز هذه الأعمال مسرحية “صلاح الدين الأيوبي”، التي قدمتها فرقة ميخائيل جرجس عام 1895.
تنوعت أسماء المسرحيات التي تناولت قصة صلاح الدين، مثل “صلاح الدين ومملكة أورشليم”، وشارك في بطولة هذه المسرحيات العديد من الفنانين المشهورين، مثل جورج أبيض وسلامة حجازي وحسين رياض.