د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: مُتعة السفر
[ad_1]
من أهم مُتع الحياة، أن تكتسب خبرات جديدة في الحياة، وهذه الخبرات عادة ما تُكتسب بالسفر، لأن السفر هو أكبر وسيلة تكشف لك قدرتك على التحمل، ومدى قوة إرادتك، واستطاعتك على الاعتماد على نفسك، واكتشاف الآخر، وأيضًا اكتشاف الأشخاص الذين تعرفهم في بلدك، فلو قابلتهم في الخارج ستنكشف لك حقيقتهم، سواء الإيجابية أو السلبية.
فتجربة السفر لها فوائد كثيرة، فهي تُعيد لك اكتشاف نفسك من جديد، واكتشاف قُدراتك، واكتشاف مَنْ حولك، علاوة على الثقافات الجديدة التي تطرأ على شخصيتك، فليست مُتعة الرحلة والتجوال واكتشاف الأماكن الجديدة هي جُلّ فوائد السفر، فهناك ما هو أهم، وهو الاستفادة النفسية والإنسانية التي تُغير من الطبيعة البشرية، بحُكم اضطرارها للتعامل بلغة جديدة، وثقافة جديدة، وعادات جديدة.
والتكيف هنا يكون اضطراري وإلزامي، وليس اختياري، ومن هنا يكتشف الإنسان مدى قُدرته على التكيف مع المُناخ الجديد، والقُدرة على مُحاكاة الآخرين في إيجابياتهم، وعدم الاسترسال معهم في سلبياتهم.
والأهم من ذلك مدى تأثير تلك الثقافات على الإنسان عند عودته إلى وطنه وبلدته، فلو استمرت معه العادات الإيجابية المُكتسبة، يكون هذا أكبر دليل على قُوة إرادته، ومدى رغبته في أن يجعل كل لحظة في حياته وسيلة لاكتشاف نفسه، والاستفادة من كل التجارب التي يمر بها.
فالسفر هو السياحة الخارجية، والداخلية، والمقصود بالسياحة الداخلية هي السياحة داخل النفس، والوقوف على قُدراتها، وإكسابها بصفات جديدة، تخلق فيها جواهر إنسانية تعيش معها بقية العمر.
وأفضل نصيحة للشباب، هي أن يُحاولوا في فترات أجازاتهم الصيفية أن يستثمروا أوقاتهم، ويجُوبوا العالم، لاكتشاف ثقافاته، ولاكتشاف أنفسهم، فهذا سوف يمدهم بالقوة والإرادة والعزيمة، ومعرفة قيمة الحياة، وقيمة الوقت، وأيضًا يكتسبون مهارات جديدة، تُوسع من أفقهم ومداركهم.
فمُتعة السفر مُتعة بلا حُدود، وفوائدها بلا حُدود، وتستحق التجربة، وخاصة في سن مُبكرة.
[ad_2]