بعد تدهور حالته الصحية.. من هو الأديب صنع الله إبراهيم؟

كتبت/ نهى مدحت
تصدر اسم الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم التريند خلال الفترة الماضية، بسبب تدهور الحالة الصحية للروائي، ومنشادات الكثيرة لسرعة التدخل وإنقاذه بعد أن أصيب بنزيف في المعدة وكسر في الحوض والذي يتطلب عملية جراحية لتركيب مفصل.
يعد الروائي صنع الله إبراهيم من رواد وعلامات الأدب في مصر، والذي تميزت أعماله بالطابع السياسي والتي دائمًا تتشابك تاريخ مصر السياسي، ويعد صنع الله من الكتاب المثيرين للجدل سواء بكتاباته أو مواقفه على الساحة الأدبية.
تعد أفضل طريقة للتعرف على الروائي الكبير هي بإلقاء نظرة على أعماله الأدبية التي تعد علامات في تاريخ الأدب المصري، ونستعرض أهم روايات للأديب:
تم نشر رواية “اللجنة” لأول مرة في عام 1981م، وتدور أحداثها حول كيان غامض ومتحكم يتكون من مجموعة من الأشخاص النافذين يطلق عليه المؤلف اسم “اللجنة”.

تعد هذه الرواية من أبرز روايات صنع الله إبراهيم ليس فقط لبراعته الأدبية والفكرية فيها وإنما كذلك لموقفه الشجاع خلال رفض جائزة الرواية العربية من ملتقى القاهرة والإبداع الروائي في عام 2003م.
اضاف الكاتب على خشبة المسرح أثناء رفض الجائزة: “في الوقت اللي ما فيش فيه أمة لا حاضر لها ولا مستقبل، وفي الوقت اللي فيه إسرائيل بتجهز على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وسفيرها آمن في مصر، وفي الوقت اللي موجود فيه السفير الأميركي في القاهرة ويحتل حيا بالكامل وينتشر جنوده في كل شبر من الوطن، وفي الوقت اللي بتتفرج فيه الحكومات العربية على المجازر التي تحدث في العراق وفلسطين ولا تصنع حيالها شيئا، أرفض قبول هذه الجائزة لأنها صادرة عن حكومة غير قادرة على منحها.”
أتت هذه الرواية بعد ان ذهب الكاتب المصري صنع الله إبراهيم إلى بيروت للبحث عن ناشر لكتابه، ولكنه يفاجأ بنسف مقر الدار أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وهاجر مالكها إلى الخارج ويبدأ في كتابة نصوصِ فيلمٍ وثائقي عن الحرب يرسم من خلاله صورةً حية لبيروت؛ المدينةِ العربية التي حملَت الحب والحرب في رَحِمها، فجمعَت بين الحياة والموت، وتطرح لأول مرة في عام 1984م تحت عنوان “بيروت بيروت”.

سُجن صنع الله إبراهيم لأكثر من خمس سنوات من 1959 إلى 1964م، ليصدر بعد ذلك سيرته الذاتية التي تروي لمحات من حياة الروائي الكبير من طفولته ومراحل تكوين شخصيته إلى المرحلة الجامعة، وبداية انخراطه بالعمل الثوري، وخروجه في المظاهرات، وبداية تشكيل وعيه السياسي، وينتقل إلى تجربته في سجن الواحات أثناء الحقبة الناصرية، حيث التقى بالكثير من أعلام الفكر والأدب، مؤكدًا في كتابه أنها كانت فترة مهمة للتأمل والتفكير.
