آخر الأخبارمنوعات

من الزراعة للقبر.. التفاصيل الكاملة عن إنتحار الشباب بحبة الغلة والطب النفسي يوضح

this is aad

لم تعد “حبة الغلة” مجرد مبيد حشري لحفظ الحبوب من السوس، بل أصبحت سلاحًا قاتلًا ينتشر بصمت بين أيدي شبابنا، يحصد الأرواح بلا رحمة، هذه الحبة الصغيرة، التي لا يتجاوز ثمنها بضعة جنيهات، تحتوي على مادة “فوسفيد الألمنيوم” التي تتحول داخل الجسم إلى غاز سام يهاجم القلب والرئتين والكبد، ويؤدي للوفاة خلال ساعات، الأسوأ من ذلك أن لا يوجد ترياق معروف لها حتى الآن.

في البداية تحدث “محمد مصطفي” احد المزارعين زمان كنا بنستخدم الحبة دي نحافظ بيها على القمح، بس دلوقتي بقت سبب موت للشباب، كل يوم بنسمع عن حد بلعها، لازم الدولة تمنع بيعها بالشكل ده، المفروض ما تتباعش غير بتصريح رسمي وتحت رقابة.

وأضاف السيد شعبان “مُعلم” أنا شايف إن لازم يبقى فيه توعية في المدارس عن خطورة الحبة دي، واللي يبيعها من غير ترخيص يتحاسب، مينفعش مادة قاتلة تبقى في متناول إيد أي مراهق عنده مشكلة في البيت أو المدرسة.

ويقول محمد القوشي “دكتور صيدلي“ المشكلة إن حبة الغلة بتتباع عند محلات المبيدات ومفيش رقابة كافية، لازم يبقى فيه قانون واضح بيجرم بيعها لأي شخص مش متخصص، وكمان محتاجين نحط لاصقات تحذيرية كبيرة على علبها.

وتقول مريم ناصر “طالبة جامعية“ أنا عرفت ناس فقدوا إخواتهم بسبب الحبة دي، اللي يخوف إنها بتتاخد في لحظة ضعف إحنا محتاجين مش بس نمنع الحبة، لكن كمان نوفّر خط ساخن أو دعم نفسي مجاني للشباب اللي بيعدي بأزمات.

صرح الدكتور صبري فراويز “الأخصائي النفسي“ الوصول السهل لحبة الغلة كارثة بكل المقاييس، أغلب المنتحرين بيكونوا في لحظة انفعال أو اكتئاب، ولأن الحبة متوفرة، بياخدوا القرار وينفذوه فورًا، الحل مش بس في المنع، لكن في التعامل مع الصحة النفسية كأولوية، ونشر الوعي، ووجود رقابة صارمة على تداول المواد السامة.

وأستكمل “فراويز” أن الحل مش بس في منع تداولها، لكن في بناء ثقافة مجتمعية بتفهم يعني إيه اضطراب نفسي، وبتعترف إن الاكتئاب مش دلع ولا ضعف إيمان، وإنما مرض زيه زي أي مرض تاني، لازم يكون فيه دعم نفسي حقيقي في المدارس، جامعات، مراكز الشباب، ولازم الأهل يتعلموا يسمعوا ولادهم من غير قسوة أو سخرية.

انتشرت هذه الحبة في القرى والمناطق الفقيرة، لتصبح وسيلة الانتحار الأولى بين المراهقين والشباب، نتيجة ضغوط نفسية واجتماعية كلما تأخرنا في التحرك، خسرنا شابًا جديدا “حبة الغلة” لم تعد مجرد مبيد زراعي، بل تحولت إلى وسيلة انتحار سهلة وسريعة تهدد أرواح شبابنا، هي ليست مجرد مادة سامة، بل مرآة تعكس وجعًا عميقًا في مجتمع يعاني من غياب الوعي والدعم النفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى