ضحكنا معاه وسبناه في آخر المشوار.. وداعًا نعيم عيسى صاحب أشهر إفيه في “الواد سيد الشغل”

كتبت/ مي السايح

ودّع الوسط الفني اليوم الفنان القدير نعيم عيسى، أحد أبرز الوجوه الكوميدية التي ارتبط بها الجمهور في المسرح والتلفزيون والسينما، والذي رغم غيابه الطويل، ظل حاضرًا في الذاكرة بإفيهاته العفوية وأدواره المميزة التي تركت أثرًا لا يُنسى.

مشوار نعيم عيسى الفني

ولد نعيم عيسى في 6 يناير عام 1937 بمحافظة الإسكندرية، وبدأ مشواره الفني من خلال فرقة الإسكندرية المسرحية، قبل أن ينضم إلى فرقة الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، حيث شق طريقه بثبات إلى عالم التمثيل.

وشارك على مدار مشواره في أكثر من 200 عمل فني، تنوعت بين المسرح والتلفزيون والسينما، لكنه برز بشكل خاص في المسرحيات الكوميدية، وكان له دورٌ لافت في مسرحية “الواد سيد الشغال” التي اشتهر من خلالها بإفيهه الأشهر “لا بد أن تدخل بها”، والذي أصبح واحدًا من علامات الكوميديا المصرية.

من بين أبرز أعماله أيضًا مشاركته في مسرحية “ريا وسكينة” إلى جانب شادية وسهير البابلي، وقد روى في أحد اللقاءات موقفًا طريفًا من كواليس المسرحية، حينما غضبت منه سهير البابلي لأنه نادَى شادية بـ”ست الكل”، ما جعله يقرر أن يناديها هي بـ”ست ست الكل” حتى لا تغضب مجددًا.

كذلك شارك في عدد كبير من الأعمال السينمائية منها “المتسول”، و”الباشا تلميذ”، و”مين فينا الحرامي”، و”علي سبايسي”، وغيرها، حيث كانت أدواره رغم صغر حجمها أحيانًا، تلقى قبولًا كبيرًا لدى الجمهور.

ورغم كل هذا الحضور الفني، عاش نعيم عيسى سنوات طويلة في الظل، بعيدًا عن الكاميرات، حيث اختفى لسنوات طويلة عن الساحة الفنية، وصرّح في أحد لقاءاته أنه لم يحصل على أي دور جديد منذ أكثر من 10 سنوات، وكان معاشه لا يكفي لتغطية احتياجاته اليومية، مشيرًا إلى شعوره بالحزن من تجاهل الوسط الفني له.

ظهر في عام 2020 في فيديو مؤثر وهو يشاهد مسرحية “ريا وسكينة”، ويبدو عليه التأثر والحنين لأيام الزمن الجميل، ما أعاد اسمه إلى ذاكرة الجمهور الذي تعاطف معه وعبّر عن محبته له عبر منصات التواصل.

رحل نعيم عيسى بعد صراع مع المرض، حيث تدهورت حالته الصحية في الأيام الأخيرة نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، نُقل على إثره إلى العناية المركزة، لكنه لم يتمكن من تجاوز الأزمة.