نعطي أكثر مما نأخذ.. إيه هي العلاقة التوكسيك وكيفية التخلص منها؟

تقرير/ نوران عسكورة
العلاقات السامة “توكسيك” مصطلح حديث ولكن العلاقات نفسها موجودة منذ بدء الخليقة، ولكن أصبح هذا المصطلح منتشرًا بشكل أوسع في مجتمعنا الحالي، خاصة بين متسخدمي السوشيال ميديا وخصوصًا موقع “تويتر”.

لا تقتصر تلك العلاقات على العلاقة بين شريكين ولكن توجد بين الأصدقاء وفي العائلات وفي العمل وغير ذلك، ويمكن أن تكون مرهقة للغاية، خاصة إذا لم تتم إدارة تلك العلاقات بشكل فعال.

ماذا يعني مصطلح توكسيك؟
تعد العلاقة السامة أو ما يطلق عليها “Toxic Relationship ” هي علاقة مرهقة بين طرفين أي أن هناك طرفًا لا يشعر بالارتياح في العلاقة، كما أنها تجعل الإنسان يشعر بأنه غير مدعوم، ويساء فهمه أو يتعرض للهجوم المستمر وعدم التقدير، وبصفة عامة، فإن أي علاقة تجعل الإنسان يشعر بالسوء يمكن أن تصبح سامة بمرور الوقت.
يخلق التذمر المستمر والملاحظات الانتقادية والسلبية العامة بيئة سامة، ويوجد عدة مؤشرات لتلك العلاقات وتتعدد سماتها مثل “اللوم، الشك الزائد، الكسل، حب التعلق الزائد أو التملك، افتقاد الشريك القدرة في التعبير عن ذاته أو عواطفه”.
كيف تنشأ العلاقات التوكسيك؟
تعتبر التربية في مرحلة الصغر أحد الأسباب التي تجعل الشخص يميل لهذه العلاقات، فعندما ينشأ الطفل في بيئة كان فيها أحد والديه أو كليهما يعاني من حالة مزاجية غير مستقرة، ما يدفع الطفل للشعور بشكل مستمر أن عليه التعامل بحذر لتجنب هذا المزاج المتقلب، فإن مثل هذه البيئة تعد مرعبة للطفل والتي تؤثر على اكتمال نمو الطفل على المستوى العقلي.
ويكون الطفل غير قادر على إدراك أنه ليس سببًا في حالة الانفجار أو الغضب التي يصل لها والديه، ويخلق ذلك شعور لدى الطفل أنه المتسبب في الموقف وأنه المخطئ، لذلك يكبر الطفل وهو على قناعة بأن نجاح أي علاقة يخوض فيها مرهون دائمًا بأن يحقق ما يرغب به الشريك، والسعي لإرضائه على حساب حاجاته وسعادته.
العلامات التي تؤكد أنك داخل علاقة توكسيك
تعطي أكثر مما تحصل عليه مما يجعلك تشعر بالضعف والاستنزاف، تهديد شخص ما لرفاهيتك باستمرار بما يقوله أو يفعله، تحتوي علاقتك بشريكك على الإساءة الجسدية أو اللفظية، تشعر باستمرار بعدم الاحترام أو أن احتياجاتك لم تتم تلبيتها، تشعر بتأثير سلبي على احترامك لذاتك بمرور الوقت، يساء فهمك أو يحط من قدرك أو تتعرض للهجوم.
بالإضافة إلى شعورك بالاكتئاب أو الغضب أو التعب بعد التحدث أو التواجد مع الشخص الآخر، تبذل الكثير من الوقت والعاطفه في محاولة إسعاده ولا يبادلك نفس الأشياء، يمتص المشاعر الإيجابية ويقلل منها وينشر المشاعر السلبية، وهو شخص نرجسي لا يحب إلا نفسه.

من هم المتسببين في العلاقات التوكسيك؟
إن المتسببين في العلاقات السامة “توكسيك”، يمكن أن يكونوا من المصابين بأمراض نفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الشديد أو النرجسية، بينما يكون الأشخاص المعرضين للعلاقات السامة أشخاصًا حساسين للمشاعر السلبية.

ما هي العلاقة التوكسيك في الزواج؟
يمكن تعريفها بأنها علاقة غير صحية ومضرة للشريكين، وتتسم هذه العلاقة بالتوتر الشديد والصراعات المستمرة وعدم التفاهم وعدم الاحترام، ويمكن أن تكون العلاقة السامة في الزواج مؤذية بشكل جسدي وعاطفي ونفسي للأشخاص المعنيين والتي تشمل الشريكين والأطفال.
الآثار النفسية للشخص الذي يعيش في علاقة توكسيك
يشعر هذا الشخص غالبًا بالاكتئاب، التوتر، تنعدم لديه العلاقات الاجتماعية والعائلية المقربة، عدم اهتمامه بالمظهر الخارجي، يحدث معه نوع من أنواع اضطراب الطعام، إذ من الممكن أن يتناول الطعام بمعدل أكثر بكثير من حاجته أو تنعدم الرغبة في الأكل لديه، يشعر بأنه غريب عن نفسه.
كيفية تحسين صحتك النفسية عقب الخروج من العلاقة التوكسيك
ينبغي ألا تبقى منعزلًا عن العالم، وأن تتوجه لمرشد نفسي للتعبير عن نفسك وعن مشاعرك كي تعود لشخصيتك منذ البداية، تواصل مع الأصدقاء أو أحد أفراد عائلتك ممن يمكنهم الاستماع إليك وتقديم الدعم دون اللوم، ابذل الجهد في سبيل رفع مستوى السعادة والثقة بالنفس لديك.
كما يجب أن تحيط نفسك بأشخاص داعمين ويهتمون برفاهيتك، يجب عليك وضع حدود صحية لتعاملك مع الآخرين، وتتفاوت فترة الشفاء من شخص لآخر لذلك يجب أن يكون هناك أخصائي يرافقك بالإضافة لدعم الأشخاص المقربين منك.
ما يجب فعله لتفادي الدخول في علاقة توكسيك
يجب علينا أن نكون مدركين لذواتنا واحتياجاتها حتى نتمكن من فهم طبيعة الشريك وفهم احتياجاته، ولكي يكون لدينا القدرة على الاختيار، وحتى نتجنب الخوض في أي علاقة تستنزف عواطفنا وقوانا الجسدية والصحية، كما يجب علينا التمهل في اختيار الشريك وعدم الاستهانة بالإشارات التي تكون في بداية معرفتنا ببعضنا البعض.