أصل الحكاية.. هل هو قتل رَحيم أم جريمة بشعة يحاسب عليها القانون قصة أوبرا عايدة الحقيقية
كتبت/ مي السايح
اختلفت الأراء حول قضية هزت الرأي العام، وذلك في نهاية التسعينيات، حيث قامت ممرضة تُدعى عايدة نور الدين، بقتل أحد المرضى عمدًا والشروع في قتل حوالي 30 آخرين، عن طريق حقنهم مادة الفلاكسدين المرخية للعضلات، إضافة إلى توجيه أصابع الاتهام إليها باختلاس تلك الأدوية من المستشفى.
عايدة نور الدين، ولدت في السبعينيات من القرن الماضي، وعملت ممرضة بقسم العناية الفائقة بمستشفى الإسكندرية الجامعي لمدة 7 سنوات، حصلت خلالها على شهادة الموظفة المثالية من محل عملها.
كانت قضيتها محل النقض والاستئناف لثلاث سنوات، حتى تحولت إلى عمل درامي بعنوان “أوبرا عايدة”، والذي تم إنتاجه عام 2000 للنجم الكبير يحيى الفخراني، والفنانة حنان ترك، من تأليف أسامة غازي، وإخراج أحمد صقر.
حصل المسلسل على نسبة مشاهدات هائلة، وذلك بسبب قصته المختلفة وقتها، والتي كانت تناول قصة المُمرضة عايدة التي كانت حديث مصر وقتها.
كما تطرق المسلسل في حلقاته لأول مرة إلى موضوع القتل الرحيم، مستندا في ذلك إلى قصة الممرضة عايدة، والتي تم إتهامها بالقتل والشروع بقتل 30 مريضاً.
لأن الفن دائماً يأتي كإنعكاس للقضايا الحياتية من حولنا، فكان المسلسل مرآة للقضية، وكان يوجد تشابه كبير بين القضية الحقيقية، وأحداث الرواية، ولكن اختتم المسلسل بنهاية مفتوحة تتيح للمشاهد تحديد موقفه من القضية بعدما نجحت جهة الدفاع والذي يمثلها الفخراني في كشف الفساد الإداري وإثبات عدم مسؤولية الممرضة عما حدث.
ولكن عايدة الحقيقية، فقد صدر أول حكم ضدها بالإعدام شنقًا، وذلك بسبب إعترافها أنها كانت تقوم بقتل المرضى.
قالت عايدة خلال التحقيقات : ” أيوة أنا اللى كنت بقتلهم في البداية كنت بعمل كدا وبديهم المادة الضارة دي، علشان أنا بحب دكتور هشام، (وكان هذا الدكتور التي كانت تزعم قتلها للمرضى لأجله)، وكنت بشعر بسعادة كبيرة وهو جنبي وأنا شيفاه”.
تابعت: “فـ كنت بعمل كدا علشان يلحق المرضى وأشوفه ، بس بعد كدا الموضوع قلب معايا بلذه وكنت بحب أشوف المرضى وهي بتعاني وبتموت “.
ولكن مع ظهور المحامي “آمر أبو هيف” المدافع عن عايدة والذي نجح في براءة المتهمة من كل التهم المسندة إليها، وتم الحكم عليها بـ 7 سنوات سجن فقط وقضت مدتها وخرجت للنور مرة أخري دون تطبيق حكم الإعدام عليها.
حلت الممرضة عايدة مع الإعلامي وائل الإبراشي، في برنامج “العاشرة مساءاً”، وقالت أنها لم ترتكبه ولم تكن تتوقع أبدًا أن يكون مصيرها الحبس بعد 7 أعوام قضتها في خدمة المرضى بالمستشفى بكل أمانة.
كان رد “أبو هيف”، على تلك التهم في حلقة مع الإعلامي وائل الابراشى قائلًا ” أن عايدة كبش فداء ، وأنها كانت واخدة عقار بيخلى الشخص ميكونش في حالته الطبيعية فـ الاعترافات اللي هي اعترفتها دي متنفعش لانها مكنتش في وعيها الكامل”.
تابع: “وأن هي من العذاب والضغط اللي شافته جوا ضربوها ورموها من الدور الأول وقالوا انها هي اللي عاوزة تنتحر وحتى لو كانت عاوزة ترمي نفسها فـ هي اختارت دا أهون من اللي كانت شيفاه جوا “.
تنتهي القضية، ولم تظهر عايدة بعد لقائها مع وائل الإبراشي مرة أخرى، ولكن يوجد طرف شديد الذكاء في قتله 27 شخص أو أكثر دون أن يترك ورائه أثر واضح ليتم اتهامه بشكل صريح.
أو شخص رغم قتل 27 شخص أثبت براءته، سواء قتلت او لم تقتل فهذا ما حدث في أغرب قضية رغم اعتراف المتهم، يتم الإفراج عنه بعد 7 سنوات فقط رغم وقوع حكم الإعدام عليه.