مصر كما لم ترها من قبل.. قصر الأميرة سميحة الذي تحول إلى أكبر مكتبة عامة في مصر
تقرير- مي السايح
تميزت مصر بوجود العديد من الأماكن الأثرية والتاريخية، التي يكمن ورائها العديد من القصص والحكايات، فالأماكن ليست مجرد جدران، بل تاريخ يظل حياً حتى الآن، كل مكان يحكي حكاية الأشخاص الذين مروا منه.
تستعرض الجمهورية الجديدة، حكاية قصر من قصور مصر، التي مازالت حية حتى الآن بجمالها، قصر الأميرة سميحة كامل.
يقع قصر سميحة في شارع محمد مظهر بالزمالك، والأميرة سميحة هي ابنة السلطان حسين كامل، اشترته عام 1942 وعاشت به إلى أن توفيت، وعرف عن الأميرة حبها للفنون فكثيرا ما كانت تقيم الحفلات الغنائية لأشهر المطربين مثل محمد عبد الوهاب في قصرها.
بالاضافة الى الصالونات الأدبية لأشهر أدباء وشعراء ذلك العصر، كما تعلمت النحت والرسم والتصوير على أيدي أشهر الفنانين الايطاليين، لذلك جاء قصرها جامعا لعناصر الفنون المختلفة خاصة الاسلامية منها.
لذلك أوصت بأن يتحول القصر بعد وفاتها، لمكان ثقافي وفني، وبالفعل تحول القصر الآن الى «مكتبة القاهرة الكبرى» التي أفتتحت في عام 1995 كواحدة من أكبر المكتبات العامة بمصر.
يعود تاريخ إنشاء القصر، إلى بداية القرن العشرين، إلا أنها لم تمتلكه إلا منذ منتصف الأربعينيات، وقد كان القصر مملوكًا لعائلة قطاوي باشا أحد أكبر أثرياء اليهود، وقامت بشراء هذا القصر والحديقة في 7 من فبراير 1942، بمبلغ قدره 13 ألفا و350 جنيهًا.
انفرد القصر عن باقي قصور القاهرة التاريخية، بتصميمه المعماري الرائع، حيث بني على الطراز الاسلامي الحديث المقتبس من المدارس الاسلامية المملوكية، وشاعت فيه أيضا الروح الأندلسية والمغربية، كما بدت في زخرفة مبانيه روح الطراز العثماني وفنون عصر النهضة الأوروبي ونماذج لطرز العمارة الرومانية الاغريقية.
أصبح القصر مدرسة فنية جامعة لعناصر الفنون المختلفة، وللقصر أربع واجهات، وبها برج دائري يرتفع أعلى الواجهات ويقع بالركن الجنوبي للقصر، ويحتوي على مجموعة من النوافذ تغطي محيطه الخارجي، هذه النوافذ تعلوها عقود مدببة ومزخرفة بزخارف هندسية.
يتكون القصر، من ثلاثة طوابق وآخر تحت الأرض يحيط به سور حديد، شغلت بوابته الرئيسية بثلاثة عقود مفصصة باطار مدبب ذات طابع أندلسي، يعلوها عامودان من الحديد ينتهيان بمصابيح حديدية، كانت تستخدم لاضاءة البوابة ليلا وعن طريق سلم رخام تصعد الى مدخل القصر.
انتهت وزارة الثقافة من ترميم القصر، وتم افتتاح مكتبة القاهرة الكبرى بالقصر، في الرابع والعشرين من يناير عام 1995، و تعد أكبر مكتبة عامة في مصر بعد دار الكتب، وتمثل إشعاعًا ثقافيا وحضاريا أنشأته وزارة الثقافة لخدمة الباحثين والدارسين والجمهور العام من مختلف الفئات.