تحولت مقبرتها لمزار سياحي وباعت قصة حياتها مقابل 100 الف مارك عام 1981.. قصة امرأة قتلت مغتصب طفلتها في لمحكمة

كتبت/ مي السايح
مشهد سينمائي، لإمرأة بداخل جدران محكمة وأمام القاضي وأمام مئات الأشخاص، لم يردعها أي شئ ولم يخوفها مئات الناس، لم ترى أمامها غير الإنتقام لإبنتها صاحبة السبع أعوام والتي تم إغتصابها على يد شخص بالغ، اغتصبها بوحشية ثم قتلها دون رحمة.

*قصة ماريانا باخماير بطلة القصة *
ولدت ماريانا باخماير في 3 يونيو 1950، مع أب ظالم يعمل في قوات فافن إس إس، وهي قوات عسكرية تابعة للنازية، وكان الأب معتاد شرب الخمر كثيراً، ويقضي معظم وقته في حانة قريبة من المنزل.
وشرب والدها الكحول جعله أكثر عدوانية، مما جعلها تعيش طفولة صعبة،انفصلت والدتها عن والدها وتزوجت من رجل اّخر، ولكن حظها لم يكن أقل بؤساّ مما سبق، حيث تزوجت والدتها من شخص مستبد حاول التحرش بها، فطردتها والدتها فأصبحت بلا مأوى.
عملت ماريانا في حانة لكي تكسب رزقها، وتحاول ان تصنع لنفسها حياة كريمة، ولكن القدر له رأي آخر، حيث حملت مرتين ووضعت ابنائها للتبني لعدم قدرتها على تولي أمرهما، وبعد ذلك أنجبت فتاة أسميتها آنا وهي بطلة قصتنا، ولدت من ماريانا وكريستيان برتولد، والذي كان يعمل كمدير حانة، لكن والد الطفلة رفض أن يربيها، فتولت والدتها تربيتها وحدها.

*مقتل آنا *
كانت آنا طفلة مرحة، ولكن حظها من حظ والدتها، حيث عاشت حياة قاسية، بسبب عمل والدتها في الحانة، وفي 5 مايو 1980، خرجت آنا من الحانة لتلعب مع قطط جارهم الجزار كلاوس غرابوفسكي.
فقام كلاوس باختطاف آنا، واغتصبها، ثم خنقها بزوج من الجوارب الطويلة لخطيبته، ووضعها في صندوق والقاها على ضفة قناة مائية، ولكن خطيبة كلاوس غرابوفسكي، ابلغت عن جريمته، وتم القبض عليه، ولكنه قال ان آن هي من حاولت ابتزازه للتحرش، وخوفا من رجوعه السجن قام بقتلها.

في 6 مارس 1981، وفي أثناء المحاكمة، وفي حوالي الساعة 10 صباحاً، أطلقت ماريانا باخماير النار على غرابوفسكي في ظهره سبع مرات في محكمة مقاطعة لوبيك، مما أدى إلى مقتله على الفور، ماحدث أدى إلى تحويلها إلى قضية رأي عام.
حازت القضية على تغطية إعلامية واسعة، وتم إدانة ماريانا بتهمة القتل العمد وحيازتها على سلاح ناري بشكل غير قانوني،وحكم عليها ب6 أعوام، قضت منهم 3 أعوام بعدما نجح المحامي الخاص بها بتحويل القضية إلى القتل الخطأ.

أثناء احتجازها قام العديد من وسائل الإعلام بالتواصل معها لمعرفة قصتها، وباعت باخماير قصتها بمقابل 100 ألف مارك ألماني لمجلة ألمانية، وبعد نشر قصتها تباينت الاراء حول برائتها، تحدث الناس حول علاقتها المتعددة ووضع طفليها للتبني.
مما جعل بعض الاراء ترى أنها أم مذنبة، وعلاقة والدها بفافن إس إس، ولكن في النهاية غادرت بخماير إلى جنوب إفريقيا، وتزوجت وعملت مساعدة في مركز القتل الرحيم، وذلك قبل رجوعها مرة أخرى إلى ألمانيا وتشخيصها بسرطان البنكرياس.

بعد 13 عاماً من انتقامها، أجرت ماريانا باخماير مقابلة مع إذاعة دويتشلاند فونك 7 في 1994، وظهرت سيرتها الذاتية من دار النشر الألمانية شنيكلوت-فيرلاغ، ثم ظهرت في البرنامج الحواري فليغه على قناة داس إرسته التلفزيونية في 21 سبتمبر 1995.
اعترفت بخماير أنها أطلقت النار على قاتل ابنتها، بعد دراستها الكثيفة حول كيفية حدوث ذلك، حتى لا يهرب قاتل ابنتها من العقاب، ولمنعه من نشر المزيد من الأكاذيب عن ابنتها آنا، وأكدت أنها تدربت على إطلاق النار في الطابق السفلي تحت الحانة الخاصة بها بعد مقتل آنا، ولم تندم على فعلها الانتقامي، بل تمنت أن تكرره لو عاد بها الزمن.

توفيت ماريان باخماير عن عمر يناهز 46 عاماً، في 17 سبتمبر 1996، بسبب مرض سرطان البنكرياس في أحد مشافي لوبيك، ودفنت بجانب ابنتها آنا، في مقبرة بورغتور في لوبيك، وتحولت مقبرتها لمزار سياحي، يزوره كل من يعرف قصتها.