من ساحات المعارك إلى معصمك.. لماذا نرتدي الساعة في اليد اليسرى

تقرير/ حسين البس

أصبحت عادة ارتداء الساعة في اليد اليسرى، منذ اختراع الساعات اليدوية وانتشارها في بدايات القرن العشرين، أمرًا شائعًا لدى الغالبية العظمى من الناس، وبينما يظن البعض أن هذا السلوك عشوائي، أو مجرد تقليد اجتماعي، تكشف الحقائق التاريخية والعملية عن أسباب منطقية وراء هذه العادة.

اليد اليمني واليد الأخرى للساعة

يقول الخبراء، في تاريخ الأدوات الشخصية، أغلب الناس يستخدمون يدهم اليمنى في المهام اليومية كالكتابة والأكل والعمل، ولذا فإن ارتداء الساعة في اليد اليسرى يجعل استخدامها أكثر راحة وأمانًا، خاصة في الأنشطة الكثيفة.

ويوضح الخبراء، أن ارتداء الساعة في اليد التي لا تُستخدم غالبًا يقلل من احتمال تعرضها للصدمات أو التلف، كما أنه يسهل النظر إليها أثناء القيام بالمهام المختلفة.

أصل العادة من الجنود إلى العامة

ترجع بداية هذه العادة إلى، استخدام الجنود للساعات في الحروب، خاصة في الحرب العالمية الأولى، حيث كان الجنود بحاجة لمعرفة الوقت بسرعة دون أن تتعطل حركتهم أو تتعرض ساعاتهم للتلف، وبما أن معظمهم يستخدمون اليد اليمنى، أصبح ارتداء الساعة في اليد اليسرى أكثر عملية.

ولم يكن فقط راحة، بل أيضًا مرتبط بتطور التكنولوجيا، حيث كانت الساعات تُلف يدويًا باستخدام التاج الجانبي، الموضوع غالبًا على الجانب الأيمن من الساعة، مما يجعل من يرتديها في اليد اليسرى أسهل في استخدامها.

هل هي قاعدة أم مجرد تقليد

وعلى الرغم من شيوع هذه العادة، لا يوجد قانون أو قاعدة تفرض ارتداء الساعة في اليد اليسرى، فالأمر في النهاية يعود لراحة الفرد، بعض الأشخاص العُسر يفضلون ارتداء الساعة في اليد اليمنى لأنهم يعتمدون أكثر على يدهم اليسرى.

آراء من الشارع بين العادة والراحة

يقول رمضان محمد، موظف حكومي يرى أن المسألة مرتبطة بالراحة أنا متعود من زمان ألبس الساعة في إيدي الشمال، بحس إنها مش بتضايقني وأنا بكتب أو بشتغل، ده شيء تلقائي بالنسبة لي.

أما بكر جاد، موظف بالقطاع الخاص، أنه يربط الأمر بالسلامة، لو لبست الساعة في إيدي اللي بشتغل بيها، هتتبهدل أو تتكسر، فأكيد هلبسها في التانية، الموضوع مش عادة بس ده عقل.

جدير بالذكر أنه، تظل عادة ارتداء الساعة في اليد اليسرى نتيجة تفاعل بين الراحة والتقليد، ورغم أن التكنولوجيا اليوم أتاحت الساعات الذكية والتصاميم المتنوعة، فإن هذه العادة لا تزال مستمرة، وربما ستظل كذلك لأجيال قادمة.