ظاهرة التزوير والتسنين في الناشئين

تقرير/ محمد الدالي
ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرتان في الملاعب المصرية بشكل مفاجئ، وهما ظاهرة التزوير والتسنين. كانت البداية عندما تلقى الجهاز الفني للمنتخب المصري مواليد 2008 صدمة قوية بعد اكتشاف ثماني حالات بين تزوير وتسنين. وتحرك الجهاز الفني بقيادة أحمد الكأس لكشف الحقيقة.

وظهرت ملابسات المشكلة ومن أين أتت تلك الظاهرة إلى الملاعب المصرية. قبل انطلاق معسكر الفراعنة، قام المنتخب بالكشف على اللاعبين لتوضيح إذا كانت هناك حالات تسنين أو تزوير قبل انطلاق منافسات بطولة شمال أفريقيا. وهنا كانت الصدمة، عندما تم اكتشاف ثماني حالات.

تشهد الفترة الأخيرة تذبذبًا في نتائج منتخبات الناشئين والشباب، لكن السبب أصبح معلومًا للجميع: أموال تُضخ في المنتخبات دون فائدة، ودون أدنى عائد على الكرة المصرية. ونتساءل: أين الكرة المصرية من المنافسات الكبرى؟ تلك النتائج المخيبة للآمال هي نتيجة لتقصير العديد من المسؤولين داخل المنظومة.
في الماضي، كان هناك “كشافون” يتواجدون في المناطق الشعبية والمحافظات الإقليمية. كانت مصر تصدر الكثير من المواهب التي سطرت تاريخًا مشرفًا. لكن أصبح قطاع الناشئين في مصر الآن استثمارًا فقط، حيث يبحثون عن الأموال وليس عن المواهب. فمن يقوم الآن بالبحث عن المواهب في المحافظات والقرى والنجوع؟
إذا بحثنا عن المشكلة، فهي مشكلة جميع من يتواجد داخل المنظومة، وليست مشكلة شخص بعينه. أصبح الآن، لكي تلعب كرة القدم، يجب عليك أن تقدم في أكاديمية الكرة. حتى لو كنت موهوبًا، يجب أن تقدم في أكاديمية الاستثمار وليس في أكاديمية كرة القدم.
أصبحت كرة القدم صناعة وليست مجرد رياضة. نرجو من المسؤولين عن كرة القدم في مصر أن يبحثوا عن جذور المشكلة وحلها قبل فوات الأوان.
وهنا جاء السؤال: كيف يُسمح للاعبين بممارسة كرة القدم في الأندية دون التحقق من أعمارهم؟ هل الأندية تبحث عن البطولات فقط؟ لماذا فقدت مصر المواهب؟