هزت الشارع العربي ورددها الجميع.. حكاية أغنية تخطت الحظر وقت الحرب وفتح لها ماسبيرو خصيصاً في 6 أكتوبر
كتبت/ آلاء الدهشان
لم يقتصر الجهاد علي الجنود في ساحة الحرب، بل شارك العديد من المواطنين في الحرب وجاهدوا في ساحة عملهم، ربما لا يعلم الكثيرون قصة الأغنية الوطنية «بسم الله ..الله أكبر»، هذه الأغنية، التي تخطت الحظر فتحت ابواب ماسبيرو لتهز الشارع العربي ويرددها الجميع وتذاع في الراديو اتصل الي الجنود في الضفه وترفع من روحهم المعنوية وتشعرهم ان المصريين جميعا معهم في الحرب
بسم الله ..الله أكبر، كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور، ولحنها العبقري بليغ حمدي، شدت بها المطربة الجزائرية وردة، بعد عبور قواتنا المسلحة المصرية قناة السويس في حرب أكتوبر 1973.
كان إعلان نبأ عبور قواتنا المسلحة قناة السويس، واختراق خط بارليف المنيع بمثابة إعلان حدوث معجزة هزت مشاعر ووجدان أنصار الحق العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص، فى تحقيق الهدف المنتظر لإزالة آثار العدوان الإسرائيلى وعودة أرض الفيروز لأصحابها.
وكان لأهل الفن المصرى والعربى، تفاعل مع تلك الروح الأكتوبرية العبقرية، فتقدموا الصفوف ليشاركوا فى احتفالية وطن وشعب بهذا الحدث العظيم، فعقب اندلاع حرب أكتوبر عام 1973 تفاعل الموسيقار بليغ حمدي مع انتصار الجيش المصري وقرر تقديم أغنية عن هذا الحدث العظيم واصطحب الفنانة وردة وتوجه إلى مبني الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو» ومعهم الشاعر عبدالرحيم منصور عصر يوم 6 أكتوبر.
حيث تصف الفنانة العظيمة الراحلة «وردة الجزائرية» أحداث تلك الليلة وهي يوم العبور العظيم فتحكي للإعلامى الكبير الراحل «وجدى الحكيم»، الذى كان شاهدًا على قصة هذه الأغنية، قائله: “كانت البداية خناقة على باب «ماسبيرو» وتستكمل الحكاية ضاحكة بصوت عال، وبعد عبور قناة السويس، تفاجأوا بوجود بليغ بصحبتى ومعى عبدالرحيم منصور، عاوزين ندخل إلى مبنى ماسبيرو، إلا أن الأمن منعنا وهنا صرخ بليغ “هاتو وجدي الحكيم” ، فحدثت مشادات كلامية بين الطرفين، وصلت إلى حد التشابك بالأيدى”.
عندما علم وجدي الحكيم بذلك نزل إلينا فورًا، وقال لنا: “أن الحرب قد بدأت ولن تستطيعوا دخول مبني التلفزيون لانه سيادي”، فصرخ بليغ قائلا: “هأعمل فيكم محضر رافضين تخلوني أغني لبدي”، فقال وجدي: بالإضافة، “مفيش فلوس لإنتاج أغانى”، فرد بليغ: “ومفيش قوة فى الأرض تمنعنى من تقديم واجبى نحو بلادى، ومستعد للتبرع بأجرى ودفع كل مصروفات الفرقة من جيبى الخاص..».
بعد ذلك تم الحديث مع «بابا شارو» رئيس الإذاعة وقتها، فأمر بدخولنا، وفتح الاستوديو، ونفذنا الأغنية فى أقل من ساعتين، بديكور مسلسل للفنان « نور الدمرداش»، وكان الشاعر عبدالرحيم منصور قد كتب أغنيتين وهما «بسم الله» و«أنا على الربابة» وبدأ بليغ حمدي في تلحين الأغنية الأولي على سلالم ماسبيرو.. وانتهي منها عند مغرب يوم السادس من أكتوبر.
ولم يحضر الكورال لظروف حظر التجوال بسبب الحرب فجمع بليغ حمدي جميع العاملين بمبني الإذاعة والعمال وحفظهم اللحن وعند منتصف الليل كان بليغ قد سجل الأغنية والتي سمعها بابا شارو فجر يوم 7 أكتوبر.
وأذيعت الأغنية «بسم الله ..الله أكبر» صباح يوم 7 من اكتوبر كأول أغنية عن حرب أكتوبر.
وبمجرد إذاعة الأغنية حققت نجاحًا كبيرًا، وأصبح يرددها الشارع المصرى، والجنود على الجبهة.