في ذكرى ميلاده.. تعرف تاريخ “المايسترو” صالح سليم مع الأهلي

كتبت/ فاطمة ثروت
تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد صالح سليم أسطورة من أساطير القلعة الحمراء، والذي اكتسب حب الجماهير بعدما صنع التاريخ سواء مع الساحرة المستديرة كلاعب، أو رئيسًا للنادي الأهلي، كما نجح في حفر اسم “المايسترو” بحروف من ذهب، وذلك من خلال مبادئه وأسسه.
وُلد صالح سليم في 11 من شهر سبتمبر عام 1930، وبدأ مشواره مع الساحرة المستديرة منذ طفولته بفريق مدرسة السعيدية قبل أن يلتحق بصفوف ناشئين الأهلي سنة 1944، وشارك لأول مرة بالفريق الأول لكرة القدم بالمارد الأحمر في عام 1948، حيث كان يبلغ من العمر 17 عام.
خرج المايسترو في عام 1963 للاحتراف الخارجي في قارة أوروبا، ضمن صفوف فريق غراتس بالنمسا، ليعود مرة أخرى إلى النادي الأهلي، ويقرر اعتزال كرة القدم في عام 1967.
تعد آخر مباراة لصالح سليم بالدوري المصري مع فريق القلعة الحمراء أمام نادي الطيران في 11 نوفمبر عام 1966، وذلك بعد مسيرة كروية استمرت نحو 18 سنة.
شارك رئيس نادي الأهلي السابق مع الأهلي في أكثر من 185 مباراة، أحرز بهم 99 هدف، منهم 78 هدف في بطولة الدوري، و17 بكأس مصر، و3 في كأس الجمهورية المتحدة، وهدف في دوري منطقة القاهرة.
سجل سليم 7 أهداف في مباراة واحدة، وذلك خلال لقاء الأهلي مع الإسماعيلي عام 1958، وحصل على لقب صاحب الرقم القياسي للتهديف بمواجهة واحدة، كما هو صاحب الرقم القياسي بلقب الدوري بالمشاركة مع “توتو” نجم المارد الأحمر السابق، إذ فاز كل منهما باللقب في 9 مواسم متتالية.
انضم صالح سليم إلى المنتخب المصري لكرة القدم عام 1950، وحصل على شارة القيادة للفراعنة الفائز ببطولة الأمم الإفريقية عام 1059 بالقاهرة، فضلًا عن مشاركة المنتخب في دورة الألعاب الأولمبية بروما عام 1960.
خارج المساحة الخضراء بعد اعتزاله، عمل صالح سليم مديرًا للكرة بالأهلي في الفترة من عام 1971 إلى 1972، ومع بداية الثمانينيات سجل ملف جديد له بالمارد الأحمر، حيث تم انتخابه للمرة الأولى رئيس لمجلس إدارة القلعة الحمراء.
استمرت فترة توليه رئاسة النادي الأهلي 20 عام، ونجح المايسترو بهذه الفترة في التتويج بـ53 بطولة، كما حقق إنجازات عديدة طوال فترة رئاسته للمارد الأحمر.
من أشهر مواقف صالح سليم أثناء فترة توليه رئاسة النادي الأهلي، عندما وقف في وجه الدكتور عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة اﻷسبق، حيث أصدر الأخير قرار بمنع أي سيارة لأي رئيس نادي أو أعضاء مجلس إدارته من دخول استاد القاهرة.
كما سمح عمارة في نفس الوقت بدخول سيارات الوزراء فقط ، ليمتثل كل روؤساء الأندية عدا صالح سليم الذي رفض القرار، مقررًا عدم حضور أي مباراة في استاد القاهرة حتى تلك التي كان يحضرها وزير الرياضة نفسه.
عند استعلام وزارة الرياضة عن سر موقف صالح سليم، أرسل لهم برقية مقتضبة كتب فيها “الوزير هو ضيف للنادي صاحب المباراة، فكيف يمنع الضيف صاحب البيت”.
لم يخسر صالح سليم أي معركة بحياته إلى واحدة فقط والتي أودت بها، وذلك عندما قرر المايسترو مواجهة السرطان في عام 2002.
انتشر السرطان وتوغل إلى كبد صالح سليم، ليخضع إلى علاج بالكيماوي، ولكن الكانسر انتشر في جميع أنحاء المعدة، ودخل المايسترو في غيبوبة، ويرحل إثرها عن دنيانا وعمره 72 سنة.