من مضيفًا جويا لكاتب وراوي عظيم.. محسن الغمري: حكايات جدتي هي مصدر ثقافتي الأول
تقرير- روعه السيد
الكاتب والراوي محسن الغمري، واحد من أهم الأدباء الذين يعملون في صمت، على الرغم من عشقه للأدب، وتنوع تجربته بين القصة القصيرة والرواية، إلا أنه كان زاهداً في عطاياه ومكاسبة، سمحت له ظروفه المعيشية بالتنقل بين مدن مصر، حاملا كاميرته، يقتنص اللحظات النادر لشوارعها، وشخصياتها.
لهذا تبدو شخصيته بنية مركزية في كثير من كتاباته، فتأتي ذات طابع شعبي، وإنساني.
ويمكنك ملاحظة، أن كثيرا من مرتكزات قصصه، ووقائعها وأحداثها، وأماكنها، وثيقة الصلة بالحياة اليومية، موصولة بمصائر البشر، وممارساتهم.كما تبدو الكتابة، انعكاسا لشغفة البصري بالتصوير، حتى وأنت تقرأ قصصه ، تسمع وترى وكأنك حاضر بذاتك فيها، تساعدة في ذلك لغة وصفية، تنهل من مفردات ومعان دراجة على ألسنة العامة والبسطاء في أفراحهم وأطراحهم.
أهم الاعمال التي قام بها محسن الغمري في شهر مارس 1977 م، بدأ محسن العمل مضيفا جويا بالطيران، وهي المهنة التي شكلت حجرًا أساسيا في حياته الإبداعية، حيث استمر في الطيران الذي أعطاه فرصة كبيرة جدا في التعرف على ثقافات الكثير من بلدن وشعوب العالم، سنوات طويلة عاش فيها محلقا في السماء الدنيا، يختزن كل ما يمر به من هنا ومن هناك، يخرجه من وقت لآخر على هيئة قصاصات مكتوبة، أيا كان شكلها النهائي.
وفي عام 2004 م تعرف محسن على الأستاذ حسام بربر، أستاذ اللغة العربية الأزهرية، والذي تلقى ما كتبه محسن في بعض تلك القصاصات من قصة قصيرة بالإشادة والحبور، واقترح عرض منتجه الإبداعي على أستاذه المشرف على دراساته العليا، وقتئذ التقى محسن الغمري بأول أكاديمي متخصص في اللغة العربية وأدابها.
وكان للدكتور سيد محمد السيد قطب أستاذ اللغة العربية وآدابها بكلية الآلسن جامعة عين شمس، دور كبير للتشجيع على الاستمرار، بل مطالبته بأهمية استكمال تجربته الإبداعية بالتوجه للنشر، كان هذا اللقاء نقطة تحول في توجه محسن الغمري الذي كان مكتفيا بالكتابة لإشباع ذاته التواقة للإبداع، لكن وبعد هذا اللقاء فقد كان لها أثرا كبيرا في دفع محسن لاتخاذ أولى خطواته نحو النشر.
وفي عام 2005 م، صدرت المجموعة القصصيىة الأولى لمحسن الغمري بعنوان “القفز فوق السحاب”عن دار المصرية السعودية للطباعة والنشر،و تم الاحتفاء بالإصدار الأول من خلال ندوة أقيمت بقاعة الكلمة بساقية الصاوي في ديسمبر من العام نفسه.
مراحلة الدراسه التي مر بها محسن الغمري بدأت دراسته الإبتدائية في الناصرية الإبتدائية بنين وفي تلك المرحلة السنية، ودون مقدمات أمسك قلما من الرصاص، وراح يخط على ورق أحدى كراريسه المدرسية، أول قصة في حياته، كان ذلك في زمن لا يعي فيه ما الكتابة وما القصة لكنه فعل ما فعل متبعا فطرة جُبل عليها، وهَوىَ بنفسه للتعبير عما يعتمل بها.
كتب بأسلوب طفولي رقيق وإن كان ركيكا قصة حرب عاشها، مسجلا معاناة أسرة بورسعيدية تشتت شملها، نتيجة لقذف مدينتهم بالقنابل، وأنهيار منزلهم، ثم يعود بعد معاناة الشتات ويجمعهم مع احتفلات النصر.
وتخرج من كلية الزراعة، جامعة أسيوط عام 74، تدرج في وظيفة مضيف جوي، حتى درجة مدير عام، بمصر للطيران، مارس الكتابة كهواية شخصيةأهم كُتبْ ورويات محسن الغمري صدر له العديد من الأعمال السردية الروائية من بينها: وثبات طويلة عالية، حكاية قبل الموت، ربما ذات يوم، فاطمة وبلانش. بالإضافة إلي مجموعته القصصية المعنونة بـ القفز فوق السحاب.