تحدت كل الظروف وأصبحت أشهر رياضية فى ألعاب القوى.. قصة نجاح ويلما رودلف
كتبت/ مي السايح
تعتبر العداءة ويلما رودلف واحدة من أهم ابطال العالم التي برغم إعاقتها إلا أنها بقوة إيمانها تغلبت علي الصعاب، ويلما رودلف كانت أول إمرأة أمريكية من أصل أفريقي تفوز بثلاث ميداليات ذهبية أوليمبية، وهي التي فتحت باباً لمشاركة السيدات بسباقات المضمار والميدان في ألعاب القوي، والتي كانت مخصصة للرجال فقط.
لخصت جملة العداءة الأمريكية ويلما رودلف الشهيرة قصة نجاح ومعجزة قد تحدث كل قرن مرة حيث قالت” أخبرني الأطباء بأنني لن أستطيع السير مجدداً، ولكن أمي قالت لى إنني سأستطيع.. فصدقت أمى”.
ولدت الطفلة ويليما رودلف عام 1940، في ظروف صعبة حيث كانت من بين اثنين وعشرين شقيقاً من زواج والدها، ولدت رودلف قبل ميعادها بفترة ليست بقصيرة، وأصيبت بإلتهاب رئوي مزدوج وحمي قرمزية، بعد ذلك أصيبت ” ويلما رودلف ” في الرابعة من عمرها بإرتفاع في درجة الحرارة الذي أدي بها إلي شلل نصفي، مما اضطرها إلي إرتداء دعامة حديدية علي القدم اليسري حتي سن التاسعة.
ولكن هذه الدعامة الحديدية تسببت في حدوث إلتواء بالرجل جعلها عاجزة عن الحركة بشكل طبيعي، وأكد الأطباء لأمها أنها لن تستطيع المشي مرة أخري، وحتي إن مشت، فلن تمشي بطريقة طبيعية التي كانت عليها بالماضي.
لم تستلم أم “ويلما” لذلك، واستمرت في اصطحاب ابنتها لإحدي المستشفيات لتلقي العلاج الطبيعي، ولكن ويلما كانت تفقد الأمل احياناً في المشي مجدداً، ولكن استمرت ثقة الأم وقالت انها ستستطيع.
مع بلوغها لعامها السابع، كانت تحسنت صحة ويلما رودلف بشكل متقدم لايصدقه عقل، بل وبدأت بالتدرب علي الحركة، وتمكنت من ممارسة كرة السلة بصورة طبيعية، حتي تخطت أزمتها الصحية خلال سنوات مراهقتها القصيرة.
في هذا الوقت التقت ويلما بمدرب الركض بجامعة تينيسي، إيد تيمبل، الذي اعجب بقصة ويلما، ولكن ازداد اعجابه بسرعتها في الركض، مما جعله يتبناها رياضياً لإعدادها للأوليمبياد.
أصبحت ويلما رودلف بطلة دولية في دورة الألعاب الأوليمبية عند فوزها بالميدالية البرونزية عام 1956، حيث كانت من بين أكثر النساء السود شهرة في أمريكا وخارجها، وصنعت التاريخ عند فوزها بثلاث ميداليات ذهبية وأصبحت معروفة بإسم ” الإعصار”، وأسرع إمرأة علي وجه الأرض.
لم تدعم وسائل الإعلام ولا أي وكالة رياضية فترة إزدهار العداءة العالمية ويلما رودلف، لذلك حتي بعد تسجيلها للأرقام القياسية كانت تعتمد علي وظائف أخري لتحصيل المعيشة مع متابعة الرياضة.
في عام 1994، اكتشفت ويلما رودلف أن لديها ورماً دماغياً تحول إلي سرطان وقد توفيت عندما وصلت لعمر الرابعة والخمسين، وكانت مصابة ايضاً بسرطان الحلق.
ويلما رودلف هي مثال رياضي يجب اتباعه، ولكنها استحقت لقب الإعصار بجدارة، وهي ايضاً مثال للشجاعة والصبر وقوة الإيمان.
